القطار" الحياة " قصيدة ومقدمة
الأحد, 26 يناير 2014 23:12

صورة: ‏القطار/ الحياة(قصيدة ومقدمة)الحَيَاةُ قِطارٌ،يندفعُ بِرُكَّابِه عبْرَ مَحَطَّاتٍ عديدة،باتجاهِ المَحَطَّةِ الأخِيرةِ، المَعْلومَةِ المَجْهُولَةِ،ويَتَجَلَّى مَدَى التَّطَابِقِ بَيْنَ الحَيَاةِ والقِطَارِ،فِي نِسْبِيَّةِ بِدَايَةَ الرحْلةِ ونِهَايَتَهَا ،حَسَبَ اخْتِلاَفِهما مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ،فمَحَطَّةِ النَّهَايَةِ عِنْدَ هَذا قَدْ تَكُونُ البِدَايَة عِنْدَ ذلك،وإذاكانَ نِظامُ السِّكَكِ الحَديدية،يُعْلِنُ بأجْهِزَتِه الصَّوْتِيةِ، مَواقِيتَ الرِّحْلةِ، ومَوَاقِعَ  المَحَطَّاتِ،تَنْبِيهاً للرُّكَّابِ،فإنَّ نِظامَ الحَيَاةِ يُطْلِقُ صَافِرَاتِ التنبيه،عنْدَ كُلِّ مَرْحَلَةٍ ومُنْعَرَجٍ منْ رِحْلةِ العمر،ولكنَّ أغْلَبَ المُسَافِرينَ،لايَلْتَقِطُونَ إيحاءاتِ المُنَبِّهَاتِ،ولا يُدْرِكُونَ سِوَى الضَّجِيجِ الحِسِّي الصَّاخِبِ المُزْعِجِ للغافِلينَ اللاَّهِينَ،أوحتى النائمينَ، والمُفْرِحِ بالنِّسْبَةِ للْواصِلينَ إلى المَحَطَّاتِ المُنْتَظَرَةِ المَرْغُوبَةِ،ولَعَلَّ أفْضَلَ مِنْ يَتَمَثَّلُ عُمْقَ السَّيْرُورَةِ والصَّيْرُورَةِ في رِحْلَتَيْ القِطارِ والحَيَاةِ مَعاً هُمَا اثنان مِنْ الرُّكَّابِ: الشَّاعِرُ والصُّوفِي،اللذانِ يُجِيدَانِ الاسْتِغْرَاقَ في تَأمُّلِ المَشَاهِدِ مَهْمَا كانَتْ مُتَسَارِعَةَ اللَّقَطَاتِ، ويَتَمَيَّزانِ بِطَاقَةِ إحْسَاسٍ وتَمَثُّلٍ عَالِيةٍ، قَادِرَةٍ عَلَى اخْتِرَاقِ المَحْسُوسِ لاسْتِكْنَاهِ المَعْنَوِي،وإعَادَةِ تَرْكِيبَهما، وفْقَ رُؤْيَةٍ تدْمجُ المُتَفَرِّقاتٍ،فإذا كانَ الرَّاكِبُ يَتَعَايَشُ في كَيْنُونَتِهِ الشاعِرُ والمُتَصَوُّفُ في الوَقْتِ نَفْسِهِ،تَضَاعَفَتْ هَذِهِ الطَّاقَةُ،مِائةً فِي المِائَةِ،ولَقَدْ عِشْتُ مِثْلَ هَذا الإحْسَاسِ،ذاتَ رِحْلَةٍ في  القطار/ الحياة، فقلتُ:يَمْضِي القِطارُ..- كَمَا الحَياةُ – بِنَا ..*****هُنَا..تَطّارَدُ الأشْجَارُ ..صَفّاً .. بعْدَ صَفٍّحَوْلَنَا .. *****كَالذِّكْرَيَاتِالعَابِرَاتِ كَعُمْرِنَا*****وَيَفِرُّ بَعْضُ الأرْضِ ..مِنْ بَعْضٍ ..تُسَابِقُ رَكْضَنَا*****إثْرَ الطَّرِيقِ الهَارِبِ الآبِي انْتِظاراً..كُلُّنَا*****حتَّى المَكَانُ مَعَ الزَّمَانِمَعَ القِطَارِمَعِي أَنَا*****كالكَوْكَبِ المُنْقَضِّ- فِي المَهْوَاةِ- مُنْدَفِعِينَفِي هَذِي الدُّنَاخَلْفَ المُنَى ..يَا لَلدُّنَا !*****أنّى سَنَقْبِضُ مَا نُطارِدُ؟أوْ نَفُوتُ يَدَ الذِي - كَالظِّلّ- يَطْرُدُ ظِلَّنَا؟*****لا أنْتَ تَدْرِييا قِطَارُ ولا المَكانُ ولا الزًّمَانُ ولا أنَا !‏القطار/ الحياة(قصيدة ومقدمة) الحَيَاةُ قِطارٌ،يندفعُ بِرُكَّابِه عبْرَ مَحَطَّاتٍ عديدة،باتجاهِ المَحَطَّةِ الأخِيرةِ، المَعْلومَةِ المَجْهُولَةِ،ويَتَجَلَّى مَدَى التَّطَابِقِ بَيْنَ الحَيَاةِ والقِطَارِ،فِي نِسْبِيَّةِ بِدَايَةَ الرحْلةِ ونِهَايَتَهَا ،حَسَبَ اخْتِلاَفِهما مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ،فمَحَطَّةِ النَّهَايَةِ عِنْدَ هَذا قَدْ تَكُونُ البِدَايَة عِنْدَ ذلك،وإذاكانَ نِظامُ السِّكَكِ الحَديدية،يُعْلِنُ بأجْهِزَتِه الصَّوْتِيةِ، مَواقِيتَ الرِّحْلةِ، ومَوَاقِعَ المَحَطَّاتِ،تَنْبِيهاً للرُّكَّابِ،فإنَّ نِظامَ الحَيَاةِ يُطْلِقُ صَافِرَاتِ التنبيه،عنْدَ كُلِّ مَرْحَلَةٍ ومُنْعَرَجٍ منْ رِحْلةِ العمر،ولكنَّ أغْلَبَ المُسَافِرينَ،لايَلْتَقِطُونَ إيحاءاتِ المُنَبِّهَاتِ،ولا يُدْرِكُونَ سِوَى الضَّجِيجِ الحِسِّي الصَّاخِبِ المُزْعِجِ للغافِلينَ اللاَّهِينَ،أوحتى النائ

مينَ، والمُفْرِحِ بالنِّسْبَةِ للْواصِلينَ إلى المَحَطَّاتِ المُنْتَظَرَةِ المَرْغُوبَةِ،ولَعَلَّ أفْضَلَ مِنْ يَتَمَثَّلُ عُمْقَ السَّيْرُورَةِ والصَّيْرُورَةِ في رِحْلَتَيْ القِطارِ والحَيَاةِ مَعاً هُمَا اثنان مِنْ الرُّكَّابِ: الشَّاعِرُ والصُّوفِي،اللذانِ يُجِيدَانِ الاسْتِغْرَاقَ في تَأمُّلِ المَشَاهِدِ مَهْمَا كانَتْ مُتَسَارِعَةَ اللَّقَطَاتِ، ويَتَمَيَّزانِ بِطَاقَةِ إحْسَاسٍ وتَمَثُّلٍ عَالِيةٍ، قَادِرَةٍ عَلَى اخْتِرَاقِ المَحْسُوسِ لاسْتِكْنَاهِ المَعْنَوِي،وإعَادَةِ تَرْكِيبَهما، وفْقَ رُؤْيَةٍ تدْمجُ المُتَفَرِّقاتٍ،فإذا كانَ الرَّاكِبُ يَتَعَايَشُ في كَيْنُونَتِهِ الشاعِرُ والمُتَصَوُّفُ في الوَقْتِ نَفْسِهِ،تَضَاعَفَتْ هَذِهِ الطَّاقَةُ،مِائةً فِي المِائَةِ،ولَقَدْ عِشْتُ مِثْلَ هَذا الإحْسَاسِ،ذاتَ رِحْلَةٍ في القطار/ الحياة، فقلتُ: يَمْضِي القِطارُ.. - كَمَا الحَياةُ – بِنَا .. ***** هُنَا.. تَطّارَدُ الأشْجَارُ .. صَفّاً .. بعْدَ صَفٍّ حَوْلَنَا ..  ***** كَالذِّكْرَيَاتِ العَابِرَاتِ كَعُمْرِنَا ***** وَيَفِرُّ بَعْضُ الأرْضِ .. مِنْ بَعْضٍ .. تُسَابِقُ رَكْضَنَا ***** إثْرَ الطَّرِيقِ الهَارِبِ الآبِي انْتِظاراً.. كُلُّنَا ***** حتَّى المَكَانُ  مَعَ الزَّمَانِ مَعَ القِطَارِ مَعِي أَنَا ***** كالكَوْكَبِ المُنْقَضِّ - فِي المَهْوَاةِ- مُنْدَفِعِينَ فِي هَذِي الدُّنَا خَلْفَ المُنَى .. يَا لَلدُّنَا ! ***** أنّى سَنَقْبِضُ مَا نُطارِدُ؟ أوْ نَفُوتُ يَدَ الذِي  - كَالظِّلّ- يَطْرُدُ ظِلَّنَا؟ ***** لا أنْتَ تَدْرِي يا قِطَارُ  ولا المَكانُ  ولا الزًّمَانُ  ولا أنَا !

القطار