الأمازيغية بين مطرقة اللوبي الزنجي وسندان الانتهازية الإيرانية
الأحد, 02 فبراير 2014 13:45

كتابنا-ابوبكر الانصاري

يتساءل الكثيرون عن موقع الأمازيغية من خارطة التطورات الإقليمية  التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير، وأين هي من شد الحبال بين القوى الكبرى حول إفريقيا؟ وأين هي من صراع النفوذ  الإيراني التركي، وصراع المشاريع في 

الساحات الشرق أوسطية والإفريقية؟ وما 

موقع الحراك الأمازيغي من الإعراب فيما يقال عن سايس بيكو جديدة تشهدها المنطقة منذ بداية ما أطلق عليه بالربيع العربي؟. يذكر أن الحراك الأمازيغي يعاني من استهداف  اللوبي الزنجي الذي يسعى لاحتكار توجيه السياسية الخارجية الأمريكية في إفريقيا،وقد  أبدى ” لوبي السود” حقدا على الأفارقة البيض كما تآمر ضد الهوية الأمازيغية لأنه ينظر للأمازيغ على أنهم تجار عبيد كانوا يبيعون العبيد للأوروبيين الذين نقلوهم للقارة الأمريكية، وهو ما جعل الأمازيغ  في الداخل يضغطون على جالياتهم  في فرنسا وأميركا من أجل كبح جماح تلك الدسائس.  وقد نجم عن ذلك بلورة مشاريع بديلة من إنتاج  الأمازيغ بمختلف أطيافهم وتجمعهم في شراكة مع بعض الشعوب البيضاء التي تعاني من نفس المشكل كالأكراد والتركمان والأرد والبشتون والعشائر السنية العراقية التي تعاني من تكالب الفرس ولوبي العبيد الأمريكيين في ظل خذلان واضح من قبل النظام الرسمي العروبي الذي وجد في مسايرة مؤامرات اللوبي الزنجي وسيلة للحفاظ على علاقاته مع واشنطن. وقد شهدت المنطقة أحداثا على صعيدتمازغا، وعلى مستوى بعض الحلفاء التاريخيين لقضية أزواد يتخيل البعض ألا رابط بينها ظاهريا لكنها في العمق حلقة في سلسلة تآمرية حيث عمد نظام الجنرالات الجزائريين الفاسدين إلى اقتراف جرائم تطهير عرقي بحق الأمازيغ المزابة في غرداية وسط تعتيم إعلامي لم يفاجئنا نحن الازواديين حيث كان شعبنا يباد منذ عقود في صمت على يد آلة الإجرام المالية المدعومة من لوبي الجنرالات الشاوي الجزائري؛  بسبب سياسة شراء ذمم وضمائر وسائل الإعلام المملوكة لدول تربطها عقود ومصالح نفطية مع شركة سنطراك الجزائرية. وقد جمعتنا علاقات نضالية مع إقليم كردستان الحليف للحراك الأمازيغي،ومع عشائر الأنبارالكريمة المؤيدة لقضية أزواد حيث كنا جزء من مشروع  يؤاخي بين المستضعفين من الشعوب التي عانت القهر والاستبداد، وقد كانت عشائر الأنبار من أقوى الداعمين لذلك الطرح  الذي لقي رفضا وتصديا من طرف اللوبي الزنجي الأمريكي ” لوبي السود”  المعادي للمسلمين البيض الداعم لمالي العنصرية الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما وكوندليزا رايس،  ومن إيران الفارسية حليفة مالي والجنرالات الشاويين الفاسدين بالجزائر. ويجري توزيع للأدوار بين إيران الفارسية الصفوية واللوبي الزنجي الأمريكي على الساحة الإفريقية فتقوم طهران باستخدام المخابرات الجزائريةبتأليب عرب أزواد ضد الأمازيغ، وتخويفهم من المشروع الأمازيغي بينما يقوم اللوبي الزنجي باستخدام مخابرات مالي لتأليب السنغاي والفلان ضد الأمازيغ، وتسويق مالي من قبل تلك الأطراف على أنها نظام ديمقراطي متعدد الأعراق، وأن ثلاثة من أصل أربعة من مكونات أزواد وهي ” السنغاي والفلان والعرب” يؤيدون الوحدة  المالية بينما  يسوق الإيرانيون واللوبي الزنجي الطوارق على أنهم  يحركهم المشروع الأمازيغي الصهيوني، ومشروع القاعدة الوهابي الإرهابي؛ لزعزعة استقرار مالي الديمقراطية.  

ويصبح  “إياد غالي وأعوانه والهجي غامو والذهبي ولد سيد محمد ”  الذين يجوبون المنطقة بحماية  سيرفال شخصيات وطنية تريد حماية استقرار مالي من مؤامرات المشرع الأمازيغي الصهيوني كما تسوق إيران في معسكر الممانعة، ويروج اللوبي الزنجي عبر العالم، وتصبح إيران التي تقتل عشائر الأنبار السنية حامية للعروبة والإسلام في وجه مشروع الأمازيغ، ويصبح تنظيم القاعدة الذي صنعه لوبي السود الأمريكيين أبطالا؛ لأنهم يحمون مالي من التقسيم الذي يخطط له المشروع الصهيوني الأمازيغي كما أعلن زعيم القاعدة عبر قناة الجزيرة.

وتعاني عشائر الأنبار من هجمة شرسة على يد نظام نوري المالكي الذي ينفذ المشروع الفارسي الصفوي الإيراني الذي يرتدي قناع المذهب الشيعي المدعوم من لوبي السود الأمريكي، والحليف الاستراتيجي للوبي الجنرالات الشاوي الجزائري الذي رعى اتفاقية الجزائر عام 1975التي سمحت لإيران بامتلاك نصف شط العرب مقابل تنفيذ عقود شركة سونطراك مع مصافي عبدان، كما كان الخميني منذ انقلابه عام 1979حليفا للشاذلي بن جديد ضمن معسكر الصمود والتحدي والممانعة، وكانت الجزائروالقوميون الناصريون والبعث الأسدي من الداعمين لإيران في الحرب العراقية الإيرانية، وقدموا لها صواريخ “أسكود” لقتل أطفال مدرسة بلاط الشهداء في بغداد في الثمانينيات. و قد عرف عن  معسكر الممانعة  الذي تقوده إيران الخمينية ” الجمهورية الإسلامية الإيرانية “  الصفوية  وينتمي إليه لوبي الشاويين الجزائري “معسكر يمتنعن وهن الباغيات “أنه  يتلاعب بعواطف الشعوب العربية، ومداعبة مشاعرها بسبوشتم إسرائيل، والتظاهر بعدم الاعتراف بها،وإطلاق تهديدات وعنتريات ضدها لمنح النظام شيكا على بياض؛ لارتكاب جرائمه بحق الشعب، ومن ذلك حرب حزب اللات اللبناني ضد إسرائيل عام 2006 للتغطية على التطهير العرقي الذي تقوم به المخابرات الإيرانية ضد العشائر السنية في الأنبار وديالى والموصل على يد خدام المشروع الفارسي الصفوي في العراق ” نوري المالكي وإبراهيم الجعفري وموفق الربيعي وعبد العزيز الحكيم  ومقتدى الصدر”.

وقد انطلت على الشعوب العربية تلك البطولات والعنتريات  الوهمية، وصاروا يصفون قائد حزب اللات حسن نصر الله بأنه مجدد أمجاد صلاح الدين الأيوبي!، وما هو إلا  عميل  إيراني  يحمل الجنسية اللبنانية يغطي على جرائم الفرس بحق عشائر أبناء الرافدين؛ للانتقام منها؛ لأنها هزمت الخميني في حرب دامت 8 سنوات انتهت بتحرير الفاو والشلامجة وجزر مجنون حتى قال الخميني كلمته المشهورة ” إن تجرع السم أهون عليه من قبول قرار مجلس الأمن 598 ” الذي ينص على وقف إطلاق النار بين العراق وإيران. ويقوم اللوبي الزنجي الأمريكي في إطار تحالفه الاستراتيجي مع إيران الصفوية  الفارسية، ومع نظام الجنرالات الشاويين الفاسد بنشر المذهب الشيعي في غرب إفريقيا تحت غطاء محاربة المشروع الصهيوني والإمبريالي حيث باتت طهران تعطي منحا تعليمية لدولة مالي، كما تقوم بتدريسهم المذهب الشيعي في قم وفي النجف وكربلاء  بالعراق ولبنان، وبناء حسينيات في بعض مدن مالي.

 وتعتبر مالي أرض خصبة لنشر التشيع بسبب الفقر والحاجة كما أن طهران  ترى في الأزواديين الطوارق أنهم سنة مالكيون مثل عشائر الأنبار بينما تحارب إيران السنة في الساحة العراقية، وتعد طهران من أهم الحلفاء العسكريين لباماكو، وحلت محل القاهرة، وهذا الدعم هو الذي قربها من لوبي السود الأمريكي المعادي للمسلمين البيض الذي ينتمي إليه أوباما الذي يقوم بالهجوم بالطائرات بدون طيار ضد المسلمين البيض الباكستانيين واليمنيين تحت غطاء محاربة القاعدة.

ولا يخفي الشباب الأزوادي تعاطفه مع العشائر في الأنبار التي تعاني من تكالب الفرس واللوبي الزنجيوقد شهد عام 2012  قيام بعض شيوخ عشائر الخزرج والجبوروشمر بتحركات وأنشطة تجسيسية؛ لمناصرة قضية أزواد داخل العراق  كما أن عشائر الأنبار والموصل وديالى والفرات الأوسط والجنوب مثل إقليم كردستان، والموريتانيين والصحراويين لايخفون تعاطفهم ومساندتهم لقضية أزواد.

إن ما يحدث في  الأنبار هو المرحلة الثانية من تحرير العراق حيث انتهت المرحلة الأولى بجدولة الانسحاب الأمريكي، وبالاتفاقية الأمنية لتعلن انتصار الشعب والمقاومة على الغزو الصليبي الذي يقوده لوبي السود المعادي للمسلمين البيض، والذي كان يرى في جرائمه بالعراق انتقاما من الإنسان الأبيض على عهود الرق والعبودية والعنصرية التي عانى منها عبيد أمريكا مثل أسلاف كولن باول وكوندليزا رايس وجسي جاكسون وسوزان رايس وباراك أوباما.  والحقيقة أن اللوبي الزنجي لا يعدو كونه نزوة مر بها المجتمع الأمريكي لإظهار نفسه كمتسامح عرقيا، وسوف تنتهي بنهاية الفترة الرئاسية الثانية لباراك أوباما، وسوف تعود أمريكا لنهجها السابق الذي يحرم السود من تولي مواقع سيادية بعد الكوارث الاقتصادية التي حلت بالأمة الأمريكية  من جراء جرائم لوبي السود عبر العالم.

 والمرحلة الثانية التي بدأت في الأنبار هي انتفاضة سلمية، وربيع عشائري لتحرير العراق من الاحتلال الفارسي الذي يمثله الائتلاف الصفوي الإيراني الحاكم  بقيادة  حزب الدعوة برئاسة نوري المالكي الذي يرتدي القناع الشيعي؛ لينفذ المشروع الصفوي الفارسي”ولاية الفقيه “  المدعوم من طرف لوبي السود الأمريكي الذي منع أبناء العشائر العراقية الشريفة من دخول البرلمان عبر قانون اجتثاث البعث، وسمح  لبعض  الفرس بتمثيل الشعب العراقي في البرلمان. لقد بدأ الحراك الأمازيغي يعيد ترتيب بيته الداخلي ويرتب أوراقه وأولوياته ويعيد حساباته مع القوى الكبرى على مبدأ  ” الأمازيغ أولا ” ثم حلفاء الحراك الأمازيغي، والمتعاطفين مع القضية الأمازيغية، وقد أصبح الحراك على محورين هما تحرير أزواد من الاحتلال الزنجي وهي القضية المحورية للشعوب الأمازيغية، ثم ترسيم ودسترة الأمازيغية في بلدان المغرب الكبير، والدول الأوربية التي يوجد بها مناطق ذات أغلبية أمازيغية، ودمج القوانين العرفية الأمازيغية في القوانين الوضعية لتلك البلدان، وأن علاقات الأمازيغ  مع أي قوة إقليمية أو دولية يحددها تفهم أو تعاطي تلك القوى ايجابيا مع القضية الأمازيغية.

وقد بدأت الجاليات الأمازيغية في أوروبا وأمريكا الشمالية بالانتظام في تجمعات وتنسيقيات، وأخذت تتواصل مع لوبيات صناعة القرار بالتعامل معها وفق تعاطيها الايجابي مع القضايا الأمازيغية، وقد شهدت السنوات الماضية تشكيل جمعيات صداقة أمازيغية مع الأرمن واليهود والكرد، كما شكل الأمازيغ العمود الفقري للعديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية ومنظمات الشعوب الأصلية، وبدأت بصمات الأمازيغ تتضح في سياسات كثير من اللوبيات في أمريكا وفرنسا “مثل اللوبي اليهودي واللوبي الأرمني واللوبي اللآتيني” وبدأت روسيا عبر قيصرها الجديد فلادمير بوتين تتقرب من رموز الحراك الأمازيغي، والإعلام الروسي يستضيف العديد من قادة الحراك الأمازيغي في فضائياته وإذاعاته.

وقد تراوحت خيارات الأمازيغ بين رغبة الأزواديين في الانفتاح على العالم العربي بسبب حمل الأزواديين المثقفين بالعربية شعلة النضال من أجل الاستقلال في ظل غياب شبه تام للمثقف الأزوادي بالفرنسية الذي يرى أنه إفريقي، وبين اندفاع أمازيغ المغرب والقبائل الجزائريين، وأغلب رموزهم فرنكفونية تتجه نحو الانفتاح على محيطهم المتوسطي أي الاتجاه شمالا نحو الضفة الأخرى من المتوسط بسبب يأسهم من القوميين العرب الذي تفننوا في شيطنة الأمازيغ. وتعمل المرجعيات الأمازيغية على توحيد تشخيص الواقع الأمازيغي، وإيجاد الحلول الناجعة لكل أعراضه، وبلورة مشروع أمازيغي متكامل سياسيا واجتماعيا وثقافيا يراعي خصوصية كل مكون أمازيغي وارتباطاته التاريخية والمذهبية وحلفائه بحيث تصب كلها في خدمة القضية الأمازيغية سواء  تعلق الأمر بتحرير أزواد من الاحتلال الزنجي، أو بترسيم ودسترة  الأمازيغية وصولا لبناء منظومة أمازيغية يتم فيها رد الاعتبار للإنسان الأمازيغي الذي كان عنصرا محوريا في بناء الحضارة الإسلامية في الأندلس وفي دولة المرابطين. وقد وصل الأمازيغ لوضع مثل وضع الشعوب المشابهة لهكالأرد والبشتون والأتراك والكرد، وكلها شعوب مسلمة  تملك مشاريع وطنية قومية تتحدث بلغاتها، وتقوم بتدريس العلوم الدينية بالعربية كما تقوم بتدريس الطب والهندسة بالانجليزية، فحافظت على لغاتها، وأبقت العربية لغة لتعليم الدين والانجليزية لغة لتعليم التقنيات الحديثة، وتعيش مع جيرانها من القوميات الأخرى باحترام وسلام وتعايش ضمن دول متعددة الأعراق، وتعاملت مع الغرب بندية، ومع العالم العربي وفق المصالح المشتركة ضمن احترام ثوابت الطرفين، وهي متطورة تقنيا ومتقدمة اقتصاديا مثل النمور الأربعة ” كوريا الجنوبية  وماليزيا وتايوان وتايلاند”.

إن النضال السلمي أجدى وأنفع للقضايا العادلة، وإن المقاومة الذكية عبر القلم أفضل من العنتريات الكاذبة، كما أن الدعوة إلى الإسلام تبدأ من تلميع صورته، ثم تشجيع الجاليات الإسلامية في الدول الغربية على المشاركة السياسية في بلدانهم، والدخول في تحالفات لخدمة قضاياهم وتلميع صورة الإسلام وجعله رقما صعبا في سياسة بلدانهم التي يحملون جنسيتها، والمساهمة في تعديل دساتير وأنظمة وقوانين بلدانهم؛ لإعطاء الدين الإسلامي مكانة تساوي بقية الأديان السماوية الأخرى في الغرب، واستصدار قوانين وتشريعات تجرم الإساءة للإسلام ونبيه ورموزه، وتجرم الإساءة للشعوب المسلمة مثل قوانين معاداة السامية وقوانين تجريم إنكار مذبحة الأرمن.

  أبوبكر الأنصاري*

* رئيس الموتمر الوطني الأزوادي  

نقلا عن 28 نوفمبر

الأمازيغية بين مطرقة اللوبي الزنجي وسندان الانتهازية الإيرانية