نظم المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء أمس الثلاثاء محاضرة فكرية للإعلامي والناشط المدني البارز محمد عبد الله ولد بليل تناولت اشكالة المجتمع المدني في موريتانيا (نشأته وتطوره) وسط حضور نوعي متميز للمثقفين ورجال الصحافة ومنظمات المجتمع المدني.

الندوة افتتحت بكلمة للدكتور محمد القادري مدير المركز الثقافي المغربي رحب فيها بالحضور، ممهدا للمحاضرة بجملة من التساؤلات حول نشأة وتطور المجتمع المدني فى موريتانياقبل أن يفسح المجال أمام المحاضر المحاضر محمد عبد الله ولد بليل تحدث في بداية محاضرته عن البدايات الاولى لنشأة المجتمع المدني في الطور الاول للمجتمع ذاكرا امثلة لمناذج التلاحم المجتمعي للموريتانيين والتي قال انها كانت تؤسس لما يشبه اليوم المجتمع المدني كدور الامام والمدرس والموثق ومن يقوم ببعض الادوار خدمة للمجتمع. وقال ان ناشط المجتمع المدني هو الشخص الذي يجد لدى نفسه فائضا من الوقت والجهد والتجربة  والخبرة بغية اداة المجتمع وخدمته وقال ان تلك الفوائض ينبغي ان تكون لها فوائد على المجتمع واضاف ان العمل الجمعوي عمل تطوعي مجاني واشار الى ان المجتمع المدني اليوم بدا يقوم بادوار تخلت عنها الدولة ونفذ مشاريع تتعلق بخدمة المواطن في اكثر من صعيد كتمويل المشاريع الصغرى والتدخل في الازمات .

وتطرق المحاضر الى اشكالية علاقة المجتمع المدني بالدولة وضرورة التكامل بينهما من غير منة او شعور بالتبعية. المحاضرة اشفعت  بمداخلات واسعة من طرف ممثلي هذه الهيئات المدنية والذين انتقدوا اداء بعض هيئات المجتمع المدني  بوصفها أذرعا سياسية للدولة تستغلهم في اوقات الازمات السياسية وقالوا في هذا الصدد بان واقع وحقيقة المجتمع المدني في موريتانيا ينحصر في ثلاثة الوان : - مجتمع مدني يجري خلف اوامر السلطة والحزب ويأتمر باوامرها . - مجتمع مدني معني فقط بالممولين الخارجيين وباجندتهم مجتمع مدني مستقل ويقوم بالخدمة العمومية وبادوار هامة لكنه لا يحظى بدعم الدولة ولا الشركاء. السيدة لاله مريم منت ميني طالبت الدولة برفع وصايتها عن المجتمع المدني وتركه يؤدي واجبه وقللت من قيمة الجمعية الموريتانية لحقوق الانسان وعدم اكتراثها بهذه القضية وقالت نريد من الدولة ان تاخذ مساحة متوازنة من جميع المنظمات وقال ان الدولة تدقم الدعم اللوجستي والفني لمنظمات معنية وتحرم منظمات اخرى من هذا الدعم كما تعطي اشارات للمول الاجنبي بهذا الامر. وفي اختام المحاضرة دعا ولد بليل الى التفاؤل وقال ان المجتمع المدني الموريتاني حقق قفزات نوعية ولابد من ذكرها وان الطريق ما زال طويلا وشاقا.