هــــــــــذا أنــــــا " أدي آدب
الجمعة, 25 أبريل 2014 12:45

أدي آدب

شُهودُ النِّعَم نعْمةٌ في حَدِّ ذاتِه،وكما أحْمدُاللهَ علَى الخمْسينَ سَنَةً التي رَزَقِنِيها،أحْمَدُه أنَّها مَرَّتْ عليَّ،وما أزالُ أنَا أنَا،رغْمَ تَلَوُّنِ النُّخَبِ مِنْ حَوْلِي، وإدْمَانِها التَّرَحُّلَ بيْنَ المَواقِفِ،مَيَلانًا معَ اتِّجاهاتِ ريح المَنَافِعِ،وانْتجاعًا لِبُرُوقِ المَطامِع،كما أحْمَدُه أنَّ الذين وَقَفُوا في طريقي،لمْ يُعَرْقِلُوا مَسَارِي،ولمْ يضْطرُّوني لأخذ تأشيرة دُخُولٍ، ولا صَكِّ غُفْرَانٍ منْ أيْديهم، ولمْ يَسْرِقُوا المَحَبَّةَ مِنْ قَلْبِي،ولمْ يُعْدونِي-أخْلاقِيا- بالحَسَدِ والبَغْصَاءِ والمَكْرِ،ذلكَ مَا تُسَجِّلُه الحِوَارِيةُ الشِّعْرِيةُ التالية:

قِفْ .. هَا هُنا  قبْـلَ الدُّخولِ  لدَيْكَ تأشِرَةٌ إلى القرَّاءِ؟  قِفْ  ما تحْتَ إبْطِكَ؟  فوْقَ قلبكَ ؟  إنَّـنِي أتأبَّط ُالأوْراقا  أوْراق ماذا؟  إنـَّها شِعْري ..  رُؤايَ..  مَواقِفِي.. وَعَوالِمِي..  تتنفـَّسُ الأشْـواقا  مِنْ أيْنَ جِئْتَ؟  وأيْنَ تَمْضِي؟  إنَنِي أدْمَنْتُ  - مُذ فَتَحَ الوُجودُ عَليَّ عَيْنيْهِ –  الرَّحيلَ ..  أُطاردُ المَعْنَى ..  فمِنْ حَاءٍ ..  إلى بَاءٍ ..  ومِنْ بَاءٍ.. إلى حَاءٍ..  تـُطوِّحُ رِحْلتي ..  ما أوْسَعَ الآفاقا..! أوَ رَاجِلاً تَطْـوِي المَدَى؟  أنظرْ.. عَميقًـا  أيَّ صُعْلوكٍ أنَـا؟!  إنِّي خلعْتُ النعْـلَ بالوادي المُقدَّسِ.. واتَّخَذتُ الحَرْفَ: رَحْلاً.. زوْرَقًا..  وبُراقَـا ما مِهْـنةُ الصُّعْـلوكِ؟ أكْـتُبُ أحْرُفًـا.. مَهْمَا تَعَدَّدَ شـكْــلُهَا حَاءٌ.. وبَاءٌ.. أصْـلُها لامٌ ـ مَعَ الألِفِ المَدِيدَةِ ـ فَصْـلُها لمْ تـَمْـتهِنْ – للظالِمينَ – نِفاقـَا قِفْ .. مَنْ تأبَّطَ شِعْرَهُ مُتَلَبِّسًا بالحَرْفِ: "لا" فلقدْ تأبَّطَ شَرَّهُ.. أحْيَاءُ يَعْرُبَ لمْ تزَلْ رَصَداً عَلى كُلِّ الصَّعالِيكِ الذِينَ تأبَّطوا  مُـثُـلَ الحَيَاةِ.. فقِفْ..هُنا لوْ كنْتَ حِرْبَاءَ العُهُودِ.. وزَامِرًا.. يَقتاتُ مِنْ رئَتَيْهِ رِيحَ حَياتِهِ ويُحيلُ كلَّ مَواهِبٍ - رُزَقَتْ لَهُ – أبْوَاقـَا  لوْ كُنْتَ تقبضُ - مِلْءَ طوْعِكَ- دَوْلةً.ً. تتأبَّطُ ُالأمْوالَ .. تَنْتَعِلُ الرِّجَالَ.. تدُوسُ آلامًاً ..و آمَالاً.. أبَحْتُ لَكَ العُبُورَ ولمْ أُطِقْ إغْلاقا

افتحْ طريقي.. ثارَتِ الأوْراقُ..  تحْمِي مَنْ تأبَّطها عُـقودًا.. ضجَّ شيطانُ القصائدِ.. فارَ حَرُّ الحَاءِ.. بَحْرُ البَاءِ طوفانَ الرُّؤَى  فإذا أنا  فـُلـْكِي على الجُودِيِّ.. اقـْرَأُ  - مِلْءَ أسْمَاع الدُّنا - أنـْـشودَةً.. عُنـْوَانـُهَا :  بُعْداً.. لِمَنْ سَرَقوا الحَياةَ.. وشـَوَّهوا فيها الجَمَالَ.. وحارَبوا الإشْــراقـَا هذا أنا .. سَأظلُّ - رغْـمَ المُرْجِفِينَ - أنا.. أنا أبْـنِي الحُروفَ صِناعَة ً.. أتأبَّطُ الأوْراقَ.. أسْلِحَةً َالبناءِ الشَّـامِلِ الخَـضْـراءَ.. أعْـتقِـدُ المَحَبَّة شِرْعَةً.. أحْيَا وأفـْـنَى لِلجَمَالِ .. أقَـدِّسُ الإبْدَاعَ.. أعْـبُدُ - وَحْدَهُ – الخَلاّقـَا هذا أنا .

هــــــــــذا أنــــــا