أمي..نشيد الكون " أدي ولد آدب"
الثلاثاء, 13 مايو 2014 18:59

أدي آدب

(أيام الدنيا كلها، وقصائدها، قليلة في حق الأم..)

أمِّي..نشيدُ الكوْنِ..مِلْءَ المَـسْمَعِ  هِبَةُ السَّمَا لِلأرْض.. سَـعْدُ المَطْلعِ أمِّي ..حُرُوفُ..هُـنَّ نبْـعُ وُجـُــودِنا  وَا شوْقَــَــــنا الأزَليَّ.. نَحْوَ المَـنْبَعِ أمِّي..حُرُوفٌ..تكْتَنِزْنَ حَيَــاتَــــــنا  جَلَّـتْ بـسِرِّ اللهِ - فِيـهَا- المُــودَعِ

أمِّي..حُرُوفٌ.. يــــانِعَـــاتٌ بالجنا  حَـتىَّ ولـــوْ ثـمَـرُ الــدُّنَــا لـمْ يَـيْنَعِ أمِّي..حُرُوفُ النُّور..توقدُ فِي دَمِي  شُعَـلَ المَعَـانِي..وَالأمَـانِي الهُـجَّعِ أمِّي..حُرُوفٌ..هُنَّ زوْرَقُ رحْلـتِي  عَبْرَ العَـــوَالِمِ..خـلْفَ سرِّ المُـبْدِعِ

أمِّـي..رَضَعْتُ أنَايَ..مِلْءَ حَلِيبهَـا  فالفـَنُّ.. والإيمَانُ.. تَـــوْأمُ مُرْضِعِ كانتْ تهَدْهِـدْنِي.. بــذِكْرِاللهِ.. فِي  أذْنٍ..وفِي الأخْـرَى بشِـعْرٍ مُـبْـدَعِ "قل اعُـوذ "..مَازَالتْ يُرَتلُهَا دَمِي  ومُعَلقَاتُ الشعْر..تسْكُنُ مَسْمَعِي حَتىَّ الحِكَايَـاتُ الأثيـــرَةُ..لمْ تزَلْ  - ليْلا- تُـؤَثثُ..بالسَّعَادَةِ..مَخْدَعِي وَصَدَى وَصَايَاهَا النَّبِيـلَةِ..لمْ يَزلْ  هَدْيي..وَمُلهمَ مَكْرُمَاتِي..مَصْنعِي كانتْ تُطـالِعُ ذاتَ صَدْري صَامِتًا  وَتحسُّ بي..مَهْمَا تَنَاءَى مَوْضِعِي وأنـَا أُطـَــــالِعُ فِي ملامِح وَجْهِـِهَا  كُتـُبًا ..مَـلاحِمَ.. مِثْـــلُها لمْ يُبْدَعِ

أمِّي..أبي قدْ ضاقَ بالجَنَّاتِ..قـــبْـ لَ وُجُودِهَا..وبِهَا ازْدَهَى فِي البَلْقعِ وأنَا..بِلاَ وَطَـنٍ.. سِوَى أحْضَـانِهَا  مَنْ ذا يُحَدّدُ فِي الخَرَائطِ مَوْ قِعِي؟ ما يُتْم ُأمّي ..غيْر يُتْـمِ الأرْضِ..إنـَّـ ـهُمَا - مَعًا- أُمَّايَ..مَرْجعُ مَرْجعِي إنِّي اكْتَهَلتُ..وَمَا يَزالُ بدَاخِــــلِي  طِفْلٌ..يَرَى أمِّي-الَّتِي مَاتتْ- مَعِي تاللهِ ..أفتأ..بَـــاحثا عَـنْ حضْنِهَاالْـ مَفـْـقودِ.. مَا بَيْنَ الحَشَـا والأذرُعِ

إنِّي أفتـّـشُ عـَنْ يَدَيْـنِ..أنـَامُ بَـــيْـ نَهُمَا..فَلاَ تَأتِي هَوَاجِسُ مَضْجعِي إنِّي أفَتِّــشُ عَـنْ يَدَيْـنِ..رَحِيمَــتيْـ نِ .. كجَنَّتَـيْنِ.. تُوَقِّعَانِ بأضْــلعِي لحْنَ الهَنَا.. بالهَدْهَدَاتِ..الحـَــانِيَا  تِ..تُطاردَان-عَلى المَحَاجر-أدْمُعِي وتُرَفــرفَانِ..غَمَـامَتيْنِ..عَلىَ جَـبيـ نِي..تُطـْفِئانِ تَرَمُّضِي..وَتَصَـدُّعِي تَسْتنبتانِ- مَـدَى غُضُونِ مَلامِحِي-  ألَــقَ السَّـعَادَة..تسْـرِقـانِ توَجُّــعِي

ذاتَ اليَـدَيْنِ..إلَى مَتَى لا نَـــلْتَقِي  وَإذا الْتقَــــيْنا..تُطفِئِـــينَ تَـوَقُّـعِي هيَّا اهْبطِي..هـَـاتِي يَدَيْـكِ..فإنَّنِي  قَلبي تُحَاصِرُهُ المَخَالِبُ..فاسْرِعِي مَنْ قدْ تَسُدُّ فَـرَاغَ أمِّي؟..إنَّـــــــهُ  خَللٌ..وُجُودِيٌّ..تُرَى.. مَنْ تَدَّعِي؟!

أمي..نشيد الكون