تعليق على تعقيب الأستاذ صالح بنبكار السباعي على استدراكي على محاضرته
الأربعاء, 08 يناير 2014 13:37

الضمير " انواكشوط"

الأربعاء, 08 يناير 2014 12:31

alt

  

 

 باب ولد هارون ولد الشيخ سيديً/

 بسم الله الرحمن الرحيم/ والصلاة والسلام على النبي العربي الكريم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

تعليق على تعقيب الأستاذ صالح بنبكار السباعي على استدراكي على محاضرته

 

نشر موقع الرأي المستنير تعقيبا للأستاذ صالح بنبكار بتاريخ الخميس 2 يناير 2014 تحامل فيه علىٌَ وفند ما ذكرته من عدم صلة الشيخ سيديٌَ بن المختار بن الهيبه بالماجريات الكنتية السباعية التي يوردها ويفتخر بها ويؤسس عليها أمورا لا أرى ضرورة للتعليق عليها. كما يتهمني زورا وبهتانا  بأنني اختتمت مقالي "بكلام مشين مهين في حق المحاضر وقبيلته وجمعيته"، يترفع مشكورا عن التعليق عليه..وأوجز رده "على مطاعني الواهية" ، وفق تعبيره اللبق،   في "ملاحظات منهجية"  ذكر في مستهلها مجددا "قصة وقوف قبيلة أبناء أبي السباع "كالبنيان المرصوص في وجه حركة الشيخ سيديا بن الهيب الإبيري التندغي"، زاعما أنها "مشهرة، وفي كتب التاريخ لدينا مسطورة،  ومن تم (هكذا) أستغرب قولك : إن هذا إفك. والإفك الأعظم رفض ما هو مكتوب في التاريخ الصحيح الصريح ، التاريخ المتداول لدينا منذ عهود وأحقاب". واستند في دحض ما نبهته عليه من أوهامه التي يتشبث بها على أن "هذه المعلومة التاريخية التي فاجأتني سجلها منذ أمد في كتابه: الأنس والإمتاع في أعلام الأشراف أولاد أبي السباع، المطبوع طبعة ثانية سنة 2005  م، صفحة 60 ـ 61  ـ مطبعة دكار ـ الرباط  ـ وأن هذا الكتاب وزع بموريتانيا وكان معروضا في مكتباتها وهو معروف لدى المثقفين في موريتانيا". ومع كامل الأسف فإني لم أقرأ هذا الكتاب الغريب ولم أسمع عن الأباطيل والترهات التي ذكر كاتبنا أنه روج لها ودلس ولبس فيه قبل مقاله الأخير. لكني أخشى ـ إذا كانت معلومات هذا الكتاب على شاكلة ادعائه مشاركة جدي الشيخ سيديٌَ في الحروب التي روي خبرها، أن  لا يكون ذلك مرشرا على  صحتها وصدقيتها وحجيتها. ولطفا منه، أحالني أستاذنا الكريم بعد ذلك ، كي يقنعني بوهن "مطاعني" كما يحلو له أن يصفها، على"المراجع والمصادر الموثوقة الكثيرة، التي  تصفحها أو نقل منها، بغض النظر عن الروايات الشفهية المتواترة   خلفا عن سلف، والتي ترويها حتى العجائز". بدأ ذلك باستشهاد عزاه للدكتور. حمداتي شبيهنا ماء العينين في كتابه: قبائل الصحراء المغربية، ص162، إلا أني  لم أر فيه أي ذكر للشيخ سيديٌَ، أحرى لدخوله طرفا في معركة تورين التي يتغني بها محاضرنا. وأردف باستشهاد مجزو من كتاب الوسيط لأحمد بن الأمين العلوي، يتناول بعض الوقائع الكنتية السباعية، غير أني لم أفهم لحد الآن علاقة الشيخ سيديٌَ بهذا الموضوع. ثم عرج بارتياح وانتشاء إلى ما ذكر أن الدكتور كفناني مولاي حسن السباعي "سطره في بحثه القيم الذي نال به دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط تحت إشراف الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الحالي"، والذي لم يفدني، هو الآخر، بأي شيء يربط الشيخ سيديٌَ بن المختار بن الهيبه بالموضوع المطروق في كل هذه النصوص. وحاول قلب الحجة علي ، مدللا "على طموح سيدي الأبييري  إلى السلطة والخروج على الشرعية" بذكري لنفوذه على أمراء المنطقة ووجهائها في القرن الثالث عشر الهجري قائلا: ألا يدرك المرء من هذا الكلام طموحه إلى أكثر من شيخ طريقة  صوفية..فهو يبسط نفوذه على الأمراء، فماذا بعد هذا ؟" ألم تعلم ، سامحك الله ، أن من خاف الله خوف الله منه كل شيء وسخر له عز وجل الجبابرة العتاة والمتغلبين ، وأن نفوذ  عباده الصالحين على هؤلاء عندئذ روحي ومعنوي لا ينبثق من سلطة سياسية زمنية ؟ أما قرأت ما ذكره صاحب الوسيط (ص 241 ) الذي كثيرا ما تستشهد به ، تمشيا مع ذلك،  أن " العرب في أرض شنقيط كانت تجعله ، أي الشيخ سيديٌَ، حرما ءامنا ، فيجتمع عنده أحدهم بمن قتل أباه أو أخاه ، فيجلسهما على مائدة واحدة. وإذا بلغ الجاني نواحي البلد الذي يقيم به أمن على نفسه"؟ وطبعا فإنك معذور في عدم قراءة رسائله الكثيرة في الإصلاح التي رسم بها حدود موريتانيا الحالية ، وفقا لتعبير شارل استوارت الأمريكي في أطروحته حول الإسلام والنظام الإجتماعي في موريتانيا والكتاب الذي يحمل نفس العنوان الذي لخصها فيه . فلا شك أنك، بناء على ما أوردته، لم ترها. ومسك ختام صاحبنا هو نصيحته لي بأن لا أنفعل  و أن أحاور "بهدوء وحسن نية .وصفاء طوية.. وعلى أي  فالإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون" . شكرا لك يا أخي على هذه الحكمة الجياشة المتدفقة حنكة وكياسة، والتي أثرت في تأثيرا بالغا، لكني أستسمح في تذكيرك قول الشاعر:           تنهى عن خلق وتاتي مثلـــــــه        عار عليك إذا فعلت عظيـــــــم وكنقطة نهائية لهذا السجال الذي أعتذر في الحقيقة لجمهور القراء الكرام عن المشاركة القسرية فيه، أطلب من الأستاذ بنبكار أن يبين لي ماهية الكلام المشين المهين الذي زعم أني قلته في حقه وفي حق قبيلته وجمعيته. وأترك للقراء الكرام الحكم على ما ذهب إليه من هذه الاتهامات المبتذلة المغرضة. أنا يا أخي لم أتعرض من  محاضرتك إلا إلى الجزئية التي تخص ما افتريته من علاقة للشيخ سيديٌَ بالأحداث التي جلبتها وادعائك الباطل بقتله في أتونها بتورين. فإني ـ كما لا بد أنك لاحظته ـ لم أنف هذه الحرب الواقعة بين كنت وأولاد أبي السباع في الفترة التي تحدثت عنها، حيث أنه لا شأن لي بذلك، ولم أشأ تصويب اللبس أو التلبيس الذي وقعت فيه ، إذ لم أر لزاما علي القيام بتلك المهمة،  إلا أني كنت أحسب أني نبهتك بما يتيح لك فرصة مراجعة أغلاطك وتصحيح معلوماتك. وبما أن الأمر فيما يبدو متعذر عليك، فلتسمح لي أن أبينه لك تبيانا. إن الكنتي المقتول في تلك الماجريات هو سيد امحمد بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي. وهو بالفعل ابن شيخَيْ الشيخ سيديٌَ لكنه شخص ثان مستقل بنفسه لا ينبغي لعارف بالأمور مثلك أن يلتبس عليه به. ويمكنك ، للتثبت من ذلك ، أن ترجع من بين نصوص عديدة إلى المختار بن حامد، حياة موريتانيا، الأيام الحربية، ص 26 وكذلك الجزء الجغرافي ، ص 236 أو إلى تاريخ أهل الشيخ ملعينين ومنطقة آدرار، تحقيق الدكتور سيد أحمد بن أحمد سالم ، نصوص من التاريخ الموريتاني ، ص 39 ـ 41 . كما يمكنك أن تسأل أيا من مؤرخي أو أعيان القبيلتين الفاضلتين المشمولتين في هذه الأحداث ليؤكد لك جلية الأمر. بل أجزم أنك لو سألت أي منتم لفضاء ما يعرف " بالبيظان" لأعلمك علم اليقين بسقم زعمك دخول الشيخ سيديٌَ بن المختار بن الهيبه الذي هو مضرب المثل في هذه النواحي وبالتالي معروف بشكل متفش فيها، طرفا في هذه الوقائع، فضلا عن قتله فيها، إذ أن هذا القطب توفي ، كما بينت لك ذلك قبل، آخر يوم من سنة 1284 هـ ، أي بسنتين بعد معركة تورين و"اذريرت تنواكه" الأولى المترتبة عليها، عند بيره تندوجَ الواقعة ستين كيلوميترا شمال مدينته أبي تلميت، من ولاية التراروة الحالية ، في الجنوب الغربي من موريتانيا، والبعيدة كل البعد من تورين. وربما يكون جزمك الغير مؤصل بانتساب الشيخ سيديٌَ لقبيلة كنته أحد أسباب التباس الأمر عليك، حيث أنك لم تسبق لهذا المنحى الذي تفانيت في التشبث والتمسك به. وسبيلا لإفادتك وإفادة القراء الكرام، أزف لك بعض المراجع التي يمكن أن تعينك على التأكد مما سطرته لك من أخباره: 1) Stewart (c.c) : Islam and social order in Mauritania, oxford, 1973 2) النحوي (خليل)، بلاد شنقيط المنارة والرباط ، المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم ، تونس 1987م. 3) محمد المختار ولد اباه : الشعر والشعراء في موريتانيا ، الشركة التونسية للنشر، 1987م 4) المختار بن حامد : الحياة الثقافية ، ج (2)، الدار العربية للكتاب تونس ، 1992م . 5) المصطفى بن اعلمب طالب : الأروستقراطية الدينية ، المدرسة العليا للتعليم، 1985م 6) هارون بن الشيخ سيديا (والدي) : كتاب الأخبار، الجزءان الأول والثاني، انواكشوط 1998م، وبقية الأجزاء الأخرى  التي ما تزال مخطوطة، وهي موجودة بحوزتي. ومع وجود العديد من المراجع الأخرى التي تتناول نفس الغرض، إلا أن في هذا القدر كفاية، وبالخصوص لغير المتخصصين. أرجو أن يكون تعليقي هذا جاء منسجما مع إرشادك ونصحك وأن تفهمه على أنه لا يهدف للإساءة لك، معاذ الله، أحرى لغيرك. ولتعلم أن الدافع الأساسي له هو تصحيح الأغلاط لا غير، خاصة أن ما ينشر على فضاء الشبكة العنكبوتية يبقى "زمانا بعد كاتبيه" وأنه قد يصبح مصدرا للتاريخ عند غير الجديين من الباحثين الذين ربما يكتفون "بطبخات جاهزة" ينقلونها من هذا الحيز دون تمحيص.

وفي الختام أستسمحك، وسلاما.

باب بن هارون بن الشيخ سيديٌَ    

 

 

 

 

 

 

 

 

   

 

 

 

 

 

تعليق على تعقيب الأستاذ صالح بنبكار السباعي على استدراكي على محاضرته