من قصص الأدب الحساني.....
الاثنين, 20 يناير 2014 15:14

alt

"الضمير" :كان الأديبان الكبيران الشيخ ولد مكين و محمد ولد محمد اليدالي صديقين حميمين، و كان كل منهما شديد الإعجاب بشعر الآخر... فلم تنطبق عليهما فكرة المعاصرة تمنع المناصرة..

و قد اشتهرت المراسلات الشعرية بينهما من خلال تلك المساجلة التي كثيرا ما رواها عميد الأدب الحساني المرحوم محمدن ولد سيد إبراهيم.. بنبرته الشجية و صوته الحلو... عندما يردد قول الشيخ ولد مكين:

سلام كالمــــــدام        و الورد و الخزام تجري به الأقلام        مني و التـــــحي إلى الأخ الهمــام       و بعــــــــد  فاني بخير و إكــــرام       ون لا باس اعــلي

و تستمر المراسلة الشعرية بين الرجلين اللذين يوجد أحدهما يومها في السنغال صحبة جماعة (المهاجرين).. كما كانت تسمي نفسها.. و الآخر المقيم في ربوع الوطن بين جماعة (الأنصار).. كما كانت تسمى في مقابل تلك... فيتحدثان عن (عيه) و عن (مان ميه) وعن اعليه.... في قطع أدبية راقية مليئة بالمزاح و التوادد و الإخاء... و تمر الأيام ويعود الشيخ من السنغال.. فيمر ببعض الديار التي كان يعرفها في مقاطعة اركيز... مثل ( يربات) و (امكِيرنات) و ( السلك) و ( ازويرت دمبيه)..... فيقف نادبا زمانا كان مرَ عليه فيها.. و أحياء كانوا هنا يوما مَا في لهو و طرب.... قائلا: ذ دار ابعيـــــــــربات       أخلات امن الحيات ؤ ذ دار امكَيرنـــــات       أخلات امن الحي ؤعاد السلك اديــارات       و ازويرت دمبي ذيكي و اصل اخلات        إمن الحي هــــي و اذرذر صدر الواد         و امن الم لــودي يبست و اعكَوبت زاد        الدني ذيــــــــكي

و يسمع محمد بتلك القطعة الرائعة التي و إن سيطر عليها غرض النسيب فإنها لا تخلو من موعظة.. فينسج على منوالها متحدثا عن ديار مماثلة في مقاطعة أبي تلميت قائلا: ذ دار افزر إنكيـــــــن        إخلات امن الحيين و احسي أحمد مسكين        ما فـــــــوهام حي وارفد ش كان ازوين        تل البعــــــــــلاتي ؤرجل ينصار ابعــاد          و ابعــــاد أل بي منّ  واعكـــوبت زاد           الدنــي ذيـــــكي

و يبقى السؤال مطروحا بين القطعتين من حيث جودتهما و تمكنهما في غرض النسيب..... إلى لقاء...                                        

س.م. متالي.

من قصص الأدب الحساني.....