لماذا غابت المعارضة !؟ الأستاذ : سالم الذيب
الخميس, 27 أكتوبر 2022 15:22

فتح الصورة لا شک أن دور المعارضة خاصة القوية والهادفة منها يعتبر أساسيا في نجاح أي تحول ديمقراطي بل لا يمكن الحديث عن وجود أي عمل ديمقراطي في ظل غياب مؤسسة المعارضة فهي الضامن لوجود توازن سياسي يسمح بخلق جو حقيقي للعمل السياسي وتنفيذ المشاريع ويضمن للنظام القائم معرفة هفواته ومستوى نجاحه وتقدمه في التنمية بل ويوفر له قناة مغايرة لمعرفة آراء المواطنين حول سياساته ومنهجه في إدارة الحكم. ولعل ما نشاهده اليوم من غياب لمؤسسة المعارضة الديمقراطية عن الساحة السياسية في بلادنا قد يعود إلى أسباب منها ماهو متعلق بهذه المؤسسة ومنها ماهو راجع الى النظام الحاكم حسب زعم المعارضة نفسها.

فأما السبب المتعلق بهذه المؤسسة فيمكن حصره في تآكل وشيخوخة الأجهزة التنفيذية لأغلب الأحزاب المعارضة أو بلغة أخرى تقدم أغلب الشخصيات التي تشغل المناصب القيادية فيها في السن وتراجع منسوب الحماس لديهم وهو ما يستدعي ضرورة تحرك الطيف الشبابي المعارض والمتحمس لسد مثل هذه الثغرات وملء الفراغ المترتب عليها . أما الشق المتعلق بالنظام الحاكم فهو يعود إلى غياب إشارات واضحة يمكن من خلالها فهم نيات النظام السياسية ومدى صدقه في الوفاء بتعهداته ولعل الصمت المطبق لرأس النظام وميله لمهادنة ومغازلة الأحزاب المعارضة يعزز هذا التوجه . وبين ذبول المعارضة أو موتها السريري وإستمرار النظام في تقديم رجل وتأخير أخرى، يبقى السؤال الملح في الوقت الحالي هو: هل إختارت المعارضة الغياب طوعا أم غيبت بغير إرادتها ؟

لماذا غابت المعارضة !؟   الأستاذ : سالم الذيب