من نفحات المصطفى صلى الله عليه وسلم " يحي ولد معزو
الثلاثاء, 14 يناير 2014 10:08

 

تحل بنا اليوم ذكرى مولد الصفي المصطفى عليه الصلاة والسلام فنقلب شريط الذكريات عله آن يسامرنا بفيض من نفحاته صلى الله عليه وسلم الملصقة على جدران الذاكرة في زمن تناثر فيه الجرذان من كل حدب وصوب بعد آن تزودوا من حضيض الرذيلة حتى الثمالة يريدون أن يلبدوا سماء المحبة التي اكسبها هدي النبوة الصفاء وصقلتها عطاءات المصطفى صلى الله عليه وسلم ،فما إن تناسينا الحملة الصهيوصليبية في قصة الرسوم المشؤومة حتى فوجئنا بتقول البذيء الحقير الذي كتب في المواقع ما كتب "شلت يداه " بأسلوب ركيك

وبتعبير رديء موغل في الانحطاط والتدني ليغازل أسياده من العلمانيين وليلج معهم مستنقع الإلحاد ولكن لايضر الشمس نظرة الأحول فلقد بزغت شموس الأنوار المحمدية بعد أن قبعت البشرية في جاهلية هوجاء لا تبقي ولا تذر أمحت  معها قيم الفضيلة  وتجرد الإنسان من معين الرسالات السماوية فامتزجت نزواته بحيوانية المفترس وخيم الأسى في نفوس الأمهات وهن يراقبن بناتهن يوأدن في التراب وماجنين على احد.

فغطت الغيوم الحالكة السماء وألبست القساوة والأنا وحب التسلط القلوب جلاليب قشيبة شائكة وبدا أن الحياة ستؤول إلى الضياع.

في هذه الظروف العصيبة أولد الهدى فأضاء الله بنوره الكون وأزينت الأرض وبدأت بشائر العدل والإنصاف تلوح في الأفق كان الله قد بث في السماء والأرض محبة هذا المولود الجديد الذي بشرت به الرسل إنه الأمين الصدوق محمد في الأرض ومحمود في السماء .

أما عن أخلاقه فنورد المقاربة الفريدة التي وضعتها أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق لما سئلت عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم قالت :"لقد كان خلقه القرآن" القرآن وما فيه من فضائل ومناهج ربانية أسست قواعد ثابتة تعتبر أصولا لكل التشريعات وما أشتمل عليه من قيم سامية مثلت منظومة جامعة للمنابع الروحية والأخلاقية التي ارتوى منها الأنبياء والمرسلون ومرجعية ضاربة في العمق أخذتها منها الأديان السماوية .

كل ذلك وغيره جمعه المصطفى صلى الله عليه وسلم في سلوكه الفريد وأخلاقه الفذة وإنسانيته المتسامية لقد تمثل المنهج القرآني في أفعاله وأقواله وبه  بني  محجة بيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك

هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم يتطاول عليه خصي الجرذان الذي أعماه الجهل عن استيعاب الحقيقة فعميت بصيرته عن فهم الأخلاق الرفيعة فتاه في متاهات الزيغ والضلالة أما كان له أن يتدبر بصيصا من معاني السلوك المحمدي في التعامل مع الفيئات التي كانت محرومة من التقدير والاعتبار فلماذا اختار زيد البقاء مع محمد صلى الله عليه وسلم عندما راوده ذووه في الذهاب معهم وبعد آن حرم من حنان الأبوة ردحا من الزمان؟ ولماذا يزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المولى المعروف في أوساط المجتمع المكي الذي يصنف الفرد على أساس المكانة الاجتماعية فيختاره زوجا لزينب بنت جحش ذات المكانة الرفيعة في قومها ؟ولماذا يرفع سلمان الفارسي الذي كان مولى في يثرب إلى مصاف آل البيت ليتجاوز بذلك الاختيار السابقين الأولين من الصحابة الأجلاء؟ ولماذا يحتل بلال الحبشي الصدارة في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي أبا ذر على تسميته لبلال بابن السوداء؟ ولماذا يسبق أبو هريرة عبد الرحمن بن عوف إلى الجنة كما جاء في الحديث؟ و لماذا يؤمر أسامة بن زيد على جيش يضم عمر وعلي وكبار الصحابة؟

أما وقد عميت بصيرتك عن فهم المعاني الربانية في سلوك المصطفى صلى الله عليه وسلم فإننا نقول لك خسئت وبئت بالذل والهوان في الدنيا والخسارة في يوم الحساب.

يحي ولد معزو

email :  yahyamaazou@yahoo.fr

tel:    22201336

من نفحات المصطفى صلى الله عليه وسلم