التربية في سطور \ محمد عبد الرحمن ولد محمد الامين
الخميس, 26 ديسمبر 2013 17:09

altكان الانسان يحيا حياة بسيطة متطلباتها يسيرة لا يكتنفها التعقيد لذا اتسمت التربية انذاك بالبدائية كالتقليد والمحاكاة ولم تكن المجتمعات ذات تراث بالمكانة التي تستدعي انشاء مؤسسات تربوية للحفاظ على هذا التراث واقتصرت التربية على التربية العملية التي تقوم على تنمية القدرات الجسمية للانسان وكان ذاك النمط من التربية من واجب الآباء او احدهما , أما النوع الثاني فهي التربية النظرية التي تقوم على ترسيخ القيم والعقائد والروحانيات وكانت من دور الكهنة غالبا. ونتيجة للمتطلبات الاجتماعية المتلاحقة عبر العصور نالت التربية اهتمام الكتاب والباحثين والمثقفين لكونها تقوم على نقل الانماط السلوكية من المجتمع الى الفرد بعد تعديل تلك الأنماط حيث تخول للمربى اكتساب 

خبرات اجتماعية نابعة من معتقدات وقيم المجتمع الذي يعيش فيه . والتربية هي كل مجهود او نشاط يؤثر في قوة الانسان وتكوينه مما أدى للبعض بتعريفها أنها فن صناعة الانسان , وقد عرف مصطلح تربية عدة تعريفات كل منها يستند إلى خلفية قائله أو كاتبه، وفي أدبيات الاختصاص عشرات التعاريف وربما يكون آخرها ما ورد في كتاب عوامل التربية للدكتور رشراش عبد الخالق 2001 حيث يرى أن التربية هي الرعاية الشاملة والمتكاملة لشخصية الإنسان من جوانبها الأربعة الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي بهدف إيجاد فرد متوازن يستطيع إصابة قوته واستمرار حياته والتكيف مع بيئتيه الطبيعية والاجتماعية.

وهناك تعاريف كثيرة للتربية اختلفت باختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة ومعتقداتهم التي يدينون بها وقد وجد منذ القدم وإلى أيامنا هذه أنه من الصعب الاتفاق على نوع واحد من التربية تكون صالحة لجميع البشر وفي جميع المجتمعات وتحت كل الأنظمة وفي ظل كل المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ورغم ذلك كان الحديث عن التربية ولا يزال , ومن اهم تعاريف التربية : عرفها ابوحامد الغزالي فقال : ( ان صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها وإن الغرض من التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله) ويرى افلاطون : ( ان التربية هي ان تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها ) وذهب امنويل كانت الى انها : ( ترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد) اما جون ديوي كان يرى أن التربية هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد وبيئته .

كثيرة هي تعاريف التربية وعميقة ولا يتسنى لسردها مقال بل بحث أو بحوث ولكنها اطلالة ورؤوس اقلام في غاية الاهمية عن موضوع هام جدا وهو أساس صناعة الانسان. التربية عملية ضرورية لكل من الفرد والمجتمع معا فضرورتها للإنسان الفرد تكون للمحافظة على جنسه وتوجيه غرائزه وتنظيم عواطفه وتنمية ميوله بما يتناسب وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه والتربية ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها وتنظيم السلوكيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة عيشة ملائمة. و تظهر ضرورة التربية للفرد بأن التراث الثقافي لا ينتقل من جيل إلى جيل بالوراثة ولكنها تكتسب نتيجة للعيش بين الجماعة وإن التربية ضرورية للطفل الصغير لكي يتعايش مع مجتمعه كما أن الحياة البشرية كثيرة التعقيد والتبدل وتحتاج إلى إضافة وتطوير وهذه العملية يقوم بها الكبار من أجل تكيف الصغار مع الحياة المحيطة وتمشيا مع متطلبات العصور على مر الأيام.

أما حاجة المجتمع للتربية فتظهر من خلال الاحتفاظ بالتراث الثقافي ونقله إلى الأجيال الناشئة بواسطة التربية وكذلك تعزيز التراث الثقافي وذلك من خلال تنقيته من العيوب التي علقت به،والتربية هنا قادرة على إصلاح هذا التراث من عيوبه القديمة مع المحافظة على الأصول.

.

.

 

التربية في سطور \ محمد عبد الرحمن  ولد محمد الامين