باحث موريتاني: المقاربة الموريتانية في محاربة الإرهاب قلصت من قدرة الجماعات المسلحة
الاثنين, 24 فبراير 2014 23:25

alt

قال الباحث الأكاديمي الموريتاني الدكتور : محمد ولد سيدي أحمد فال الوداني، إن المقاربة الموريتانية في محاربة الإرهاب وغلق حدودها  قلصت من قدرة الجماعات المسلحة في شمال مالي، على الحركة في اتجاه الصحراء، ومنعهم من القدرة على تجنيد عاصر جديدة الشباب.

 

وأضاف ولد الوداني (الملقب بوياتي) في مقال نشره اليوم الأحد المركز الاقليمي للدراسات الاستيراتيجية في العاصمة المصرية القاهرة، ان التدخل الأجنبي في شمال مالي كشف أنه من الصعب الاعتماد على المواجهة القطرية لخطر الإرهاب، كما لا يمكن المجازفة بالاعتراف بزواله، خاصة مع قدرة الجماعات المسلحة على الكمون والعودة مرة أخرى.

وأضاف أ"فرغم تباين الرؤية والمنطلقات والاستراتيجيات بين جماعات التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، وأنصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الاسلامى، إلا إننا لا نستطيع القول باجتثاثهم مطلقا وليس أمامنا من خيار إلا الركون إلى فرضية إنهم إما ذهبوا إلى ليبيا أو سوريا أو هم  في مرحلة "بيات شتوي" تكتيكي واستراتيجي معا، مع الاعتراف أن التدخل الفرنسي نجح في حصرهم في جبال ايفوغاس".

وأشار الباحث الذي عمل سابقا رئيسا لقسم الفلسفة وعلم الاجتماع السياسي بكلية الآداب في جامعة نواكشوط، إلى أن إبعاد الولايات المتحدة الأمريكية للصين وفرنسا وبقية الدولة الصاعدة في المنطقة، يعد أحد الخطوات الهامة في اتجاه إعادة صياغة المنطقة برمتها من أجل خدمة مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعتبر كل مناطق العالم مجالا حيويًّا لمصالحه.

مؤكدا أن استحداث إطار جديد بين دول الساحل والصحراء لن يكون قادراً ـــ رغم طموحاته المعلنة من خلال قمة نواكشوط الأخيرة ( فبراير الجاري) ـــ على تأسيس آلية للتغلب على معضلة الإرهاب في الساحل ما لم تجد ليبيا مخرجًا من واقعها الذي تترنح فيه، وتجد تلك الدول دعمًا قويًّا من الجهات الغربية، وهي مفارقة ومأزق ما زال عصيًّا على الحل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ثمة تدخلات إقليمية سواء من قبل دول وسط أفريقيا أو المغرب العربي تستغل أطراف مسلحة في شمال مالي، بما يجعل الاستقرار هشا بعد التدخل الأجنبي.  

باحث موريتاني: المقاربة الموريتانية في محاربة الإرهاب قلصت من قدرة الجماعات المسلحة