امام الروضة النبوية في المسجد النبوي بالمدينة المنورة

صحيح أن تمزيق المصحف الشريف أن تأكد فعل شنيع لا يمكن السكوت عنه و لا ترك مرتكبيه بدون عقاب شديد أن وجدوا .

و صحيح أن سب رسول الله عليه أفضل الصلوات و السلام الذي اقدم عليه شاب قبل عدة اسابيع يعتبر كذلك من اشنع الجرائم .

و صحيح ان النصرة للمصحف الشريف و لخير البرية يعتبران من انبل الافعال و اكثرهم ا ثوابا عند الله و تقديرا عند عباده .

لكن أن يستغل هذان الفعلان الشنيعان لتحقيق مآرب لدي البعض (الله أعلم بها) و عند بعض ذوي السوابق من اجل اللعب علي عاطفة الموريتانيين الجياشة و تحويل هذا الحدث الذي تقشعر له الابدان من أجل بث الفوضي تحضيرا لأجندة اخري قد تدخل البلد في حالة من عدم الاستقرار سيكون من يستغلون اليوم بطيب نية هم اول حطب لذلك لو وقع لا قدر الله فذلك ما لا يمكن قبوله أو تفهمه .

من المقبول بل من المطلوب ان نتظاهر جميعا دفاعا عن مقدساتنا و ان نطالب بمعاقبة المتورطين في هذه الاحداث بأشد العقوبات حتي يصبحوا عبرة لمن يعتبر .

و من المقبول ان نأسف علي أن لا يوصف أول شهيد في هذه الاحداث بالأوصاف اللائقة به و أن تقدم التعزية لذويه .

و من المقبول ان نعبر عن عدم رضانا من الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين . و ان نطالب بالتحقيق في اسباب استشهاد احد المتظاهرين و معاقبة المسؤول عن ذلك

لكن بالمقابل فانه ليس من المقبول ان يقوم البعض منا بالاعتداء علي الاملاك العمومية و الخصوصية التي علمنا الاسلام الذي هو دين التسامح حرمة المساس بهما .

و هل من المقبول ان يعيش المواطنون الابرياء حالة لا توصف من عدم الاطمئنان و الخوف .

انه علي الجميع ان يدرك ان ما يقام به اليوم هو محاولة بائسة و ركيكة لتقويض استقرارنا و امننا و ان أي خروج عن السيطرة سنكون كلنا ضحية له

كما أن ما حدث اليوم يجب أن يكون مناسبة لحدوث توافق وطني بين كل الموريتانيين يخرج البلد من وضعه الخاص الذي يعيشه .

اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد.