جروح في جدران الذاكرة " يحي ولد معزو
الأربعاء, 05 مارس 2014 23:58

alt

خطب  جلل أصاب الكون فأهتز له عرش الرحمن وترك بصماته بليغة في كياني   ... ضربت جروحه العميقة في أوتار أخيلتي ... لم يعد للحياة معنى في تفكيري ، أجدني عاجزا عن التعبير عن البكاء ... تراكمات التأوهات والزفرات مكبوتة في أعماق خلجاتي لم تجد فوهة تتسرب منها ، أريد أن أنوح وا قرآناه ... وا محمداه ... وا حسرتاه.

ياليتني كنت شهيدا مع ابن حنبل في محنته ... ياليت روحي تدفقت مع مكتبات بغداد التي رماها سيل المغول الجارف في خضم دجلة و الفرات .

ياليتني كنت نسيا منسيا قبل أن يتتالى مسلسل المحن أمام مقلتي من أحداث "بيرام" وما أفضت إليه من إحراق أمهات كتب التشريع الإسلامي وإهانة التابعين ، وتكريم العابث على مرآى ومسمع من الجميع !

إلى المقال المسيء الدنيء الذي تحدى المشاعر وأدمى القلوب وعبث بالثوابت والقيم ، كل ذلك وقع في شنقيط مفخرة المسلمين التي نهلت الحضارات الإسلامية من زلال معينها ، والبذيء المسيء اللعين ينعم في صالونات السجون ، سيعبرغدا على قارب صمت النظام ليدلل في تل آبيب بعد أن أدى الدور المنوط به .

أراد اليهود أن يجعلوا من ول أمخيطير خرقة بالية كتب عليها :

محمد فات ... محمد فات ... خلف بنات . صلى الله عليك وسلم يارسول الله وخسىء اليهود وأنذالهم.

ثم تلاحقت الخطوب فكانت محنتنا في القرآن الكريم ، ضربة قصمت ظهر البعير، فأصيب الجميع بالحيرة والذهول من هول الصدمة.

وتضاعف شعوري بالهوان والإنكسار

  أمام الذات حتى رغبت في الإختفاء عن كل شيء... عن نفسي الخجولة التائهة ...

هاجس الإنهزامية شاخص أمامي ، لا أملك من الأمر شيء ، مسلوب الإرادة .

  استشعر الخطر في كل شيء ، كيف لا والسموات والأراضون ومابينهما من حجر وشجر

الكل يتضائل ويرتجف خوفا من غضب عزيز مقتدر ، وكأن الكون خشع وأصدع من هول الخطر المحدق به .

فكيف يكون حالي ! أنا الذليل الضعيف  أقف أمام هذا المشهد الفريد من نوعه في النذالة والجحود والتطاول إلى أعظم المقدسات ، إلى النور الإلهي الذي أضاء الله به الكون بعد أن احلولك، وجعله ضاربا في الإعجاز ... كيف لا أستشعر الخطر وكلام الرحمن يعبث به !

لقد فعلوا فعلة تكاد السمـــــــــــوات يتفطرن صدمة ورعبا من هول ما فعلوا .

وأظل أبكي على نفسي ... أبكي على ذكريات كنت فيها أعتز بإنتمائي إلى شنقيط أرض المنارة والرباط

فيزيدني ذلك البوح هيبة ووقارا أمام الآخرين ، وهـــــــــــــا أنا اليوم أشعر بخجل عميق لأنني أعيش بجوار ثالوث يعبث بقيم الفضيلة ومبادئ العدل ... هذا الثالوث مثل الأدوار فيه :

ـ ممزق المدونات وأمهات الكتب ـ الخصي المسيئ الذي تناسى مقام الصفي المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ أزلام القردة العابثون بآي الذكر الحكيم .

إنه رزء أصاب العالمين جميعها رجالها ونساءها وأطفالها .

يتواصل بحول الله ومشيئته.

 

جروح في جدران الذاكرة