في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم / محمد عبد الرحمن ولد محمد الامين
الثلاثاء, 14 يناير 2014 11:41

altبداية أصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين بكل اجناسهم واطيافهم بأرقائهم واسيادهم,وكانت بعثته تخليصا للمستضعفين المهمشين من قيود الجاهلية الى فضاء المساواة والعدالة ,تلك العدالة التي تفيض نسماتها الحانية على الكون بأسره لتشمل كل المخلوقات وكيف لا وهي من عند خالق الأكوان وبعث بها سيد الكون الذي لاينطق عن الهوى,ذلك افضل خلق الله عليه الصلاة والسلام اصطفاه ربه رحمة منه لعباده فلك الحمد والشكر يارب, في هذا المقال لمحات لا ولن تفي بقدره صلى الله عليه وسلم ماهي الا غيض من فيض, انما هو شرف لي آثرته 

لنفسي ان يبحر قلمي وفكري في ذكر سيد الوجود الذي أرسل بهذا الدين وأعطى نموذجا راقيا للتدين. خلق الله البشر واصطفى منهم الرسل والانبياء واصطفى من الانبياء والرسل أولي العزم واصطفى من أولي العزم سيد بني آدم عبده ورسوله وحبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم الانبياء وامامهم وسيد الاتقياء وقدوتهم, وزكاه ربه تعالى في صدقه فقال:(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)وزكاه في علمه فقال : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) وزكاه في عقله فقال : (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) وفي صدره فقال:(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَصَدْرَكَ) وزكاه في ذكره فقال تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) وزكاه في خلقه فقال تعالى :( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). ومامن نبي الا أخذ الله عليه الميثاق ان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فقالتعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) ماكان ذلك الا من عند الله الذي اضفى عليه صبغة التقدير والتبجيل وهو أهل لذلك,ولا دين لمن لا يعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا امر طبيعي لأنه هو من جاء بهذا الدين الى الناس كافة, فكيف لي ان اكون متدينا ولا يعظم رسول الله في قلبي وجوارحي وحركاتي وسكناتي,وليس ذلك من باب تقديس البشر, فمحمد صلى الله عليه وسلم ليس كالبشرذلك لأن الله تبارك وتعالى عصمه واختص بتربيته وتعليمه,فعندما نزل عليه جبريل عليه السلام في غار حراء لأول مره قال له اقرأ قال : ما انا بقارئ، يعلم الله انه امي لايقرأ ولا يكتب ومع ذلك أمره مرارا, فالأمي لايقرأ بمنطق البشر لكن الله تعالى خاطبه بمنطق الألوهيه والرسول الكريم يجيبه من منطلقه البشري ما أنا بقارئ ومع ذلك ربنا تعالى يأمره اقرأ اقرأ. لم يتلق قط علم او معرفة من احد من العالمين فقط ربه من علمه فقال تعالي: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى) والله تبارك وتعالى يأمرنا بتقديم النبي صلى الله عليه وسلم عل كل احد يقول جل من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ويقول تعالى : (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ولا ينبغي ان يذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا بل يجب ان يقرن بالنبوة او الرسالة كما قال تعالى : (لَا تَجْعَلُوادُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) ليس من الدين ان يقال محمد (صلى الله عليه وسلم ) بتجهم كما قال سعيد بن جبير, وشرف المؤمن تقديس النبي صلى الله عليه وسلم واتباع هديه في الاخلاق واي أخلاق هي اخلاق رسول الله حدث ولا حرج, حتى في الحياء كان كالعذراء في خدرها, ناهيك عن سلوكه ومعاملاته عليه الصلاة والسلام, وقد سطر الصحابة الكرام اروع الأمثلة في اتباع رسول الله والدفاع عنه وفدائه بالاولاد والاموال والأنفس كما قال الله جل جلاله: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوامِن دِيارِهِمْوَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاًمِّنَ اللَّهِوَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَوَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) والدفاع عن النبي الكريم ونصرته علامة من علامات المحبة والاجلال, حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم, فينبغي ان يحيى في قلوبنا وان ندافع عنه بنصرة دعوته ورسالته بكل الوسائل, والدفاع عن سنته بحفظها ورد الشبهات عنها, ونشر سنته وتبليغها, فقد قال عليه الصلاة والسلام : "بلغوا عني ولو آية،" تلك عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي شهد بها حتى الأعداء على مر التاريخ, فاتباعه وحبه سبيل الرشاد فقد قال اعرابي للرسول الكريم متى الساعة؟ قال له النبي الكريم : ما اعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله, قال عليه الصلاة و السلام : انت مع من احببت. رسول الله كله خير اتباعه ومحبته واصحابه وشفاعته يوم القيامة اذ يقول أمتي أمتي, ليست امته من عرق واحد او جنس واحد بل كانت شعوبا وقبائل من بني آدم, فأمته يستوي فيها السيد وخادمه قاسمهم المشترك هو التقوى, ورحمته اجتازت امته لأنه رحمة للعالمين كافة, فقد فرح فرحا شديدا عندما زار اليهودي على فراش الموت فقال له : قل لااله الا الله, قال له ابوه: اطع ابى القاسم, فآمن اليهودي ومات مؤمنا ونجاه الله من عذاب الناربسبب الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام, هكذا هو رسول الله وهكذا ينبغي ان يكون في قلوبنا, فقد سئل علي بن ابي طالب كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال : كان والله احب الينا من اموالنا واولادنا وآبائنا وامهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ. كان الانبياء السابقون يبعثون فقط الى اقوامهم, اما النبي الكريم فقد ارسل الى الناس كافة في كل بقاع الأرض, قال تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) فعلا لايعلمون لايفقهون مايقولون, لايعون ان الرسول الكريم قرآن يمشي على قدميه, قوله وفعله وما أقره تشريع لايأتيه الباطل من بين يديه, سقانا الله واياكم من حوضه شربة لانظمأ بعدها أبدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم / محمد عبد الرحمن ولد محمد الامين